كتب محرر الشؤون الإسرائيلية :
في الوقت الذي تثير فيه محافل عالمية ودوائر الأمم المتحدة استمرار الانتهاك الإسرائيلي للقرار الدولي 1701، بمواصلة سيطرتها على الشطر اللبناني من قرية الغجر السورية المحتلة، تحدثت دراسة إسرائيلية عن «خطأ» في رسم «الخط الأزرق». وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن هذه الدراسة ستنشر قريباً في مجلة «ميدل إيست جورنال» بقلم معدها الدكتور آشر كاوفمان.
وكتب عكيفا ألدار أن المبعوث الرئاسي الأميركي جورج ميتشل طالب الحكومة الإسرائيلية الوفاء بالتزاماتها، بالانسحاب من الشطر الشمالي من قرية الغجر، والعودة إلى «الخط الأزرق» الذي رسّم عام 2000. حيث تعتبر الإدارة الأميركية تحقيق ذلك نوعاً من الوفاء بوعد قطعه رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت التزاماً بالقرار 1701.
وشدد ألدار على أن ادارة اوباما تظهر اهتماماً خاصاً في كل خطوة تعزز مكانة حكومة لبنان، وما تبقى من اندفاعة «الدمقرطة» التي ولدت في مدرسة جورج بوش. وانهم في واشنطن يعتقدون بأن الانسحاب حتى «الخط الارزق» بما فيه الجزء الشمالي من قرية الغجر ومزارع شبعا، سيسحب البساط من تحت أقدام الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله. وأشار إلى أن زعيم «حزب الله» لا يفوت فرصة للتذكير بأن اصدقاء رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ـ الأميركيين، لا ينجحون في وضع نهاية للاحتلال الاسرائيلي في الجنوب اللبناني.
وكتب ألدار، أن جهات تقديرية اسرائيلية سبق وأجمعت على أن الجلاء عن قرية الغجر سيعزز حكومة السنيورة في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في مطلع الشهر الماضي. في شهر ايار وقبل فترة قصيرة من زيارة نتنياهو لأوباما، استعد رئيس الوزراء الاسرائيلي لتقديم قرية الغجر كهدية للرئيس الاميركي. وزير الخارجية افيغدور ليبرمان قال لوزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، خلال زيارته لروما، ان حكومة اسرائيل تدرك اهمية استكمال الخطوة قبل فتح الصناديق في بيروت. غير أن نتنياهو قرر في نهاية المطاف الاكتفاء بتجميد البناء في الضفة، ما له ولتوريط نفسه الآن بمظاهرات والتماسات لمحكمة العدل العليا ضد تسليم القرية الى لبنان.
واعتبر ألدار أن سكان الغجر الذين يطالبون بإعادتهم للسيادة السورية، سينظرون بالتأكيد باهتمام للدراسة الجديدة حول قريتهم التي سينشرها باحث اسرائيلي في مجلة «ذا ميدل ايست جورنال». وتشكك هذه الدراسة التي اعدها الدكتور آشر كاوفمان بصدقية «الخط الازرق». كاوفمان الذي يدرس في جامعة النوتردام في الولايات المتحدة، ويؤلف كتاباً حول المثلث الحدودي السوري ـ الاسرائيلي ـ اللبناني، يرفق افتراضهم بأن «الخط الازرق» خاطئ من الناحية الجغرافية والتاريخية بخرائط ووثائق تدعم ذلك.
اولاً كوفمان يدّعي انه بالنسبة للغجر ومحيطها وكذلك لمزراع شبعا، لم يكن هناك اتفاق ابداً يحدد مسار الحدود بصورة دقيقة. بالنسبة لمنطقة شبعا ورغم ان اغلبية الخرائط قد وضعتها ضمن السيادة السورية، الا ان سكان المنطقة يعتبرونها منطقة خاضعة للسيادة اللبنانية. بالنسبة للغجر الخرائط الموضوعة قبل 1967 لم تكن متلائمة: بعضها يعتبرها منطقة سورية والآخر يعتبرها منطقة لبنانية، والقليل منها يؤيد صيغة القريتين لدولتين. كوفمان يستنتج بأن كل محاولة لوضع خط حدودي يقسم منطقة الغجر بين سوريا ولبنان هي محاولة عشوائية.
ثانياً، حتى عام 1967 عندما كانت الغجر تحت السيادة السورية، تضمنت جزءي القرية الموجودين ضمن «الخط الازرق» الذي وضع في عام 2000 – وكذلك الجــزء الجــنوبي الذي ضمته اسرائيل والجزء الشمالي الذي تطالب بتسليمه للبنان. هذا الامر يظهر بوضوح من التقارير التي اعدتها السفارة الاميركية في بيروت. هذه الوثائق اعدت في الستينيات في محاولة لحل معضلة السيادة في المثلث الحدودي في سياق الصراع المائي الدائر بين اسرائيل وجيرانها.
ثالثاً، تقسيم الغجر الى حارتين لنفس القرية فسر في عام 2000 بادعاءات تقسيم القرية الى قريتين: الغجر في الشمال والوزاني في الجنوب. كوفمان يقول إنه لم تكن هناك ابداً قرية اسمها الوزاني، وأنها عشيرة مشهورة اكثر باسم عرب الويزية الذي كان موقع إقامته غربي الحاصباني.
الباحث الإسرائيلي يدّعي ان هذه الحقائق لم تؤخذ بالحسبان من قبل اختصاصيي الامم المتحدة، عندما وضعوا خط الحدود الازرق الذي مر في قلب قرية الغجر. وقد نبع قرار تقسيم القرية، في رأيه، من ضغط شديد بإنهاء ترسيم حدود الانسحاب الاسرائيلي بسرعة. ويتساءل كوفمان: هل يمكن إعادة العجلة للوراء ـ معنى ذلك إبقاء القرية كلها كوديعة بيد اسرائيل، الى ان يتم الاتفاق مع سوريا ـ وأجاب هو نفسه: في ظل العداء السائد بين لبنان وبين اسرائيل ستجد الحكومة اللبنانية صعوبة في التنازل عن أرض تسمى عندها منطقة محررة وإعادتها لإسرائيل. وينهي الباحث رأيه بالإعراب عن الأمل بأن تتمكن اسرائيل وسوريا من التوصل الى اتفاق سلام يتضمن انسحاباً من هضبة الجولان، وعندئذ سيكون بإمكان سكان الغجر ان يصعدوا على متن الحافلات مرة اخرى الى القنيطرة السورية والتوجه للشراء في كريات شمونه.
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
31 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 1 | 2 | 3 | 4 |