حقوق اللاجئين الفلسطينيين... بديهية!

حالَ غياب ممثلي الأحزاب اللبنانية التي عرفت «بسلبيتها» تجاه حقوق اللاجئين الفلسطينيين إلى تحويل الحلقة الحوارية التي نظمها «مسار السياسات الشبابية» عن الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين إلى حملة توعية يسودها طابع الاختلاف والنقد. شارك 25 شاباً كممثلين عن جمعيات وأحزاب وجامعات، واختلف سبب حضورهم. فالطالب في كلية الهندسة عمر المقدم، يشارك للمرة الأولى في نشاط كهذا، فيما أرادت رانيا بكور الحائزة شهادة في إدارة الأعمال، التعرف أكثر على مطالب الفلسطينيين، «لأنّنا من الممكن أن نتفاعل معهم يومياً لوجودهم بيننا». طغت أحداث مخيم نهر البارد على مداخلات المشاركين، وعند الكلام عن صعوبة الحصول على تصريح لدخول المخيم، استغربت نوال معوض «عنجد فينا نفوت على كل المخيمات؟».
بدا الجزء الثاني من الحلقة أكثر إثارةً بعد تقسيم المشاركين مجموعات تتناول اقتراحات للحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان، كالحق في معيشة لائقة، الحق في العمل والملكية... غلب على تقديم المجموعات لعرضها النقاش الهادئ الذي لم يتعدّ بعض الإيضاحات من هنا وهناك. وتخللته مزايدات على أهمية التمسك بالقضية الفلسطينية وحق العودة، فطالب ممثل التيار الوطني الحر عبد الله كجك بحضور ممثل عن الجيش لمعرفة وجهة نظرهم في الحصار الأمني المفروض على المخيمات، أما في موضوع تأسيس الجمعيات، فرأى أن على الفلسطيني الحصول على علم وخبر من وزارة الداخلية اللبنانية ومن السلطة الفلسطينية الموجودة في الأراضي المحتلة! رأي عزاه كجك إلى «إبقاء رابط بين الفلسطينيين وسلطتهم في أرضهم، مع أن الملف الخاص بهذه القضية لم ينجز عند التيار بعد، لكن هذا رأيي»، اتسمّ عرض المجموعة الأخيرة بنقاش حاد مع المنظمين، فهذه المجموعة التي ضمت ممثل عن حزب التحرير وعن الجماعة الإسلامية، وآخر عن جبهة العمل الإسلامي وضعت القضية الفلسطينية في خانة القضية الإسلامية العامة باستخدامها عبارة «الفلسطيني مثل أي مسلم يستطيع العيش في لبنان أو سوريا أو العراق أو غيرها من بلاد المسلمين... جميع الحقوق بديهية لأي مسلم في أي بلد عربي»، أمّا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي وزعه المنظمون لتبيان الفوارق بينها وبين حقوق اللاجئين فوصفته المجموعة بـ«واجهة لدول الاستعمار». ما أثار تحفظ منظم الحلقة مراد عياش على مضمون كلامهم، مطالباً بـ«أنسنة القضية وجعلها عامة وشاملة لا دينية»، فجاء رد أحد الشباب عليه بسؤاله «لست فخوراً بأنك مسلم؟ أجبني!».