مسعود البرزاني: كركوك كردستانية جغرافياً وتاريخياً

كرر «رئيس» إقليم كردستان شمال العراق مسعود البرزاني، أمس، مطالبته بضم كركوك إلى الإقليم رغم معارضة العرب والتركمان، مشيرا إلى وثائق «تاريخية وجغرافية تؤكد ذلك».
وتأتي المطالبة الجديدة بعد يوم من زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال مايكل مولن إلى كركوك. ونقل مشاركون عن مولن قوله، في اجتماع عقده مع ممثلين عن الأكراد والعرب والتركمان والمسيحيين، إن واشنطن «لا تملك حلا» لمشكلة المدينة، و«الحلول بيد العراقيين».
وقال البرزاني، أمام أكاديميين في مقر وزارة التعليم العالي للإقليم في اربيل، إن «هوية كركوك كردستانية مثل اربيل والسليمانية ودهوك، وجزء من كردستان وكل الوثائق التاريخية والجغرافية تؤكد ذلك».
وأضاف إن «الذين يفكرون بان مسألة كركوك وتطبيق المادة 140 الدستورية ستعالج بالزمن أو ان عبر تأخير تنفيذها سينساها الأكراد، نقول لهم بعد آلاف السنين لن ننسى تنفيذ تطبيق هذه المادة الدستورية لأنها الحل الوحيد». وتنص المادة 140 من الدستور العراقي على «تطبيع الأوضاع وإجراء إحصاء سكاني واستفتاء في كركوك وأراض أخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها».
ويطالب العرب والتركمان بتقسيم مقاعد مجلس محافظة كركوك بواقع 32 في المئة لكل من العرب والتركمان والأكراد و4 في المئة للمسيحيين، الأمر الذي يعارضه الأكراد. وتساءل البرزاني «إذا كان التوزيع على هذا الشكل فلماذا ستجري الانتخابات؟». وأضاف «أريد أن اطمئن الأكراد، وهذه رسالة للعرب والتركمان، وأقول كفى لعبا بهذه المسالة وتعالوا نعالجها حسب الحقائق التاريخية والجغرافية أو تنفيذ المادة 140 الدستورية».
إلى ذلك، ذكرت وكالة «رويترز» إن أكراد العراق، الذين يتوجهون في 25 تموز الحالي إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمانهم و«رئيسهم»، فقدوا الاهتمام بمعارك قديمة مع بغداد بشأن الأرض أو النفط وبدأوا يهتمون أكثر بشأن الفساد الذي يستشري في إقليمهم، بالإضافة إلى نقص الديموقراطية وانتهاكات القوات الأمنية.
وقالت لانيا كريم، في السليمانية، «سئمت من هذه الحكومة». وأضافت «ضقت ذرعا من كركوك والنفط بينما يوجد قدر كبير من الفساد هنا. من يهتم بما إذا كان الدم يمتص من كركوك بواسطة بغداد أو بواسطة حكومة كردستان؟ فما زال شخص ما يمتص دماءنا». وقال هالو خليل (22 سنة) «وكأن (الرئيس الراحل) صدام حسين عاد مجددا». وأضاف «استبدلنا دكتاتورا بآخر. إن الأحزاب الرئيسية تتحكم بكل شيء، ولا تأبه لنا».
وقال نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح، في السليمانية حيث يرأس حملة الحزبين الكرديين الرئيسيين، إن «هذه الانتخابات تركز أكثر على القضايا الكردية المحلية مقارنة مع العلاقات بين كردستان وبغداد». وأضاف «التركيز ينصب على سجل حكومة كردستان والخدمات التي تقدمها وعلى الفساد والمحاسبة»، لكنه دافع عن سجل «حكومة» كردستان.
من جهة ثانية، اتهم النائب عن جبهة التوافق العراقية هاشم الطائي، في تصريح لراديو «سوا» الأميركي، «رئيس الوزراء نوري المالكي بالعمل لصالح حزبه (الدعوة) في تنفيذ بعض البنود الواردة في خطة فرض القانون» في بغداد.
وأعلنت قوات الاحتلال الأميركي وفاة جندي في بغداد لأسباب لا علاقة لها بالعمليات العسكرية. وقتل 5 عراقيين، وأصيب 7، في انفجارات وهجمات في بغداد وديالى والموصل.
ويبدو أن قوات الاحتلال الأميركي وجدت طريقة جديدة للبقاء في العراق. وقال مسؤولون في البنتاغون إن أربعة «ألوية للاستشارات والمساعدة» تضم ما يصل إلى 14 ألف جندي ستبدأ في الانتشار في العراق اعتباراً من الخريف المقبل، في إطار عملية تبديل روتينية تشمل 30 ألف جندي. وأوضحوا أنها ستضع الأساس للقوة المتبقية التي يتراوح حجمها بين 30 ألف و50 ألف جندي يعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما الإبقاء عليهم بين آب العام 2010 حتى نهاية العام 2011.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بريان ويتمان «ستكون مهمة هذه الألوية هي تدريب وتقديم النصح لقوات الأمن العراقية وإجراء مهام بالتنسيق لمحاربة الإرهاب وحماية الجهود المدنية والعسكرية القائمة»، كما سيظل بمقدورها القيام بعمليات قتالية كاملة النطاق عند الضرورة. وأضاف «سيكون لديهم أيضاً عمل مرتبط بالأفراد في مجالات مثل سيادة القانون والحكم الرشيد والتنمية الاقتصادية».
(ا ف ب، رويترز، ا ش ا، يو بي أي)

الأربعاء 15 تموز 2009