هي «سيدة البحار» أو «مملكة صيدون» او صيدون .. تلك تسميات لمدينة واحدة اسمها صيدا.
كانت تعتبر من أهم المدن العربية قديما وهي سيدة البحار لأنها ساهمت بنقل الحرف والتجارة عبر البحر إلى العالم بواسطة أسطول تجاري كانت تملكه مملكة صيدون، وظلت عصية على البحر في كل العهود القديمة..
اليوم وبعد أن كانت تمتلك أسطولا تجاريا يعتبر الأضخم في ذاك الزمن أصبح دورها يقتصر على مرفأ للصيادين ومراكب للصيد فقط.
وبعد أن كانت منتوجات صيدا وسلعها من الأرجوان والخزف والزجاج والنسيج وتجارتها قد غزت عالم ذاك الزمن وأغرقت بلدان البحر المتوسط، أصبحت بضائع العالم كله في أسواقها باستثناء بعض الصناعات التقليدية جدا والمحدودة جدا ..
معظم الحضارات القديمة التي سادت في تلك الأزمنة والمتعارف عليها في كتب التاريخ قائمة في صيدا، ومعالمها التي استنبطت من باطن الأرض واستخرجت خير دليل على عظمة صيدون من الحضارة الكنعانية إلى الفينيقية فاليونانية ثم الرومانية والبيزنطية والعربية والفاطمية والأيوبية إلى عصر المماليك والعثمانيين ثم إلى الانتداب الفرنسي .....
وتحاط صيدا بمحيط جغرافي وديموغرافي متنوع من الجنوب والشرق والشمال، حاضر فيها بفعالية في العلاقات الإنسانية والاجتماعية والدينية والاقتصادية إضافة إلى كونها مدينة يحدها الماء وترسم حدودها الشمالية من خلال مجرى نهر الأولى وحدودها الجنوبية عبر مجرى نهر سينيق.
يبلغ عدد سكان صيدا نحو مئة وخمسين الف نسمة ومساحتها سبعة كيلومترات مربعة وهي عاصمة الجنوب والمدينة الثالثة في لبنان بعد بيروت وطرابلس. تبعد عن بيروت العاصمة نحو 45 كيلومترا وعن مدينة صور الجنوبية الساحلية نحو 35 كيلومترا، وهناك سهولة في الوصول إلى صيدا عبر الطريق الساحلي شمالا من خلال مدخلها الواسع عبر جسر الأولي.
وصيدا منظمة عمرانيا ومدينيا بشكل سلس حيث يعتبر التنقل فيها مريجا وغير معقد كون الطرقات والشوارع تخترقها بشكل طولي من الشمال الى الجنوب وعبر طرق رئيسية وفرعية من الغرب باتجاه الشرق مما يجعل أي زائر أو وافد سائحا عربيا أو أجنبيا يتفقد معالمها السياحية الغنية جدا دون الاستعانة بأي دليل بدءا من قلاعها والمعابد والجوامع والكنائس والخانات والحمامات وأسواق المدينة القديمة ومقاهي الأرصفة قبالة القلعة البحرية عند رصيف الميناء.
الأربعاء 15 تموز 2009