قام وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس، أمس، بزيارة تاريخية إلى جبل طارق المستعمرة البريطانية التي تحمل اسم فاتح الاندلس طارق بن زياد والمتنازع عليها بين اسبانيا وبريطانيا منذ حوالي 300 عام.
واثارت زيارة موراتينوس إلى جبل طارق انتقادات من قبل المعارضة الإسبانية المحافظة، التي اتهمت الوزير الإسباني بالتفريط بسيادة مدريد على هذا الإقليم، لكن الأخير رد على هذه الانتقادات بالتأكيد على أنّ بلاده لن تتنازل عن حقها في تلك المنطقة، لكنه شدد على أنّ التعاون هو الوسيلة الوحيدة لحل النزاعات.
وقال موراتينوس، في مؤتمر صحافي بعد لقائه وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ورئيس وزراء جبل طارق بيتر كاروانا، «لقد أنهكنا أنفسنا لسنوات عديدة بشكل غير مبرر، واليوم علينا أن نفتح قنوات لكي نفهم بعضنا البعض».
وأجرى المسؤولون الثلاثة محادثات تركزت على القضايا ذات الاهتمام المشترك، كالصيد والرقابة المالية والمسائل المتعلقة بالأمن والبيئة والجريمة، فيما تجنبوا التطرق إلى قضية السيادة على تلك المنطقة.
ووصف المسؤولون الثلاثة لقاءهم بـ«التاريخي»، موضحين أنهم اتفقوا على تعزيز العلاقات بين اسبانيا والمستعمرة البريطانية من خلال إقامة خط بحري بين جبل طارق ومدينة الغيثيراس الاسبانية، إلى جانب إقامة خط ساخن بين المدينتين لمناقشة القضايا الثنائية بشكل مباشر.
وشدد موراتينوس على أنّ «المشاكل يجب أن تحل من خلال الحوار والتعاون»، وأضاف «علينا أن ننظر إلى المستقبل وليس إلى الماضي».
وكان موراتينوس دخل إلى المستعمرة بالسيارة وسط احتجاجات على جانبي الحدود
بين أسبانيا وجبل طارق. وتجمع عشرات من المحتجين الأسبان خلال عبور موراتينوس الحدود مع جبل طارق ورفعوا لافتات مكتوب عليها «من أجل كرامة أسبانيا»، بينما كانت تتدلى أعلام جبل طارق والأعلام البريطانية من شرفات المنازل على الجانب الآخر من الحدود.
وفي مدريد، قال المتحدث باسم حزب الشعب المحافظ استيبان غونزاليس بونز أن أسبانيا ربما «تخجل» في ما بعد من أن موراتينوس «أنزل راية الحق التاريخي» بالسيادة على جبل طارق، بينما قال المعارض انطونيو سانز إن «الخيانة التاريخية» لموراتينوس تمثل خطوة في اتجاه تخلي أسبانيا عن سيادتها».
وتقول بريطانيا إنه لا يمكنها أن تغير من وضع إقليم جبل طارق ما دامت غالبية سكانه البالغ عددهم 28 ألف نسمة يريدون أن يظلوا تحت الحكم البريطاني. (أب، د ب أ)