نغمات الفلوت المسحورة لأيان أندرسون ألهبت جمهور مهرجانات بيبلوس مع جيثرو تول

جماهير مسحورة أخذتها مساء الاحد نغمات فلوت المؤلف والعازف والمغني الاسكوتلندي أيان اندرسون الذي ملأ مسرح جبيل ومهرجاناتها بألحانه وأغانيه القديمة والجديدة، من "اكوالانغ" الى "ثيك از اي بريك" واستعادة لـ"بوريه" لباخ وغيرها من الاغاني والمعزوفات التي ألهبت الجماهير من الستينات ولا تزال مع فرقة "جيثرو تول".
جمهور المهرجان تفاعل بفرح وانسجام وهيصة كبيرة تقاسمها الشباب كما المسنون الذين أسعدتهم استعادة أوقات هانئة من شبابهم، استمعوا الى مزيج من الروك التجديدي (البروغراسيف) الممزوج بموسيقى البلوز والكلاسيك والسيلتيك وتنقل مع اندرسون من اسلوب موسيقي الى آخر ومن معزوفة الى آخرى ببراعة، هو الذي ملأ المسرح من يمينه الى يساره بالرقص والغناء مرافقا عزفه المبدع على الفلوت. ورافقته فرقة "جيثرو تول"، التي أحضرتها "باز بروداكشن"، والمؤلفة من عازف الغيتار مارتن لانسلوت بار، العازف الوحيد المتبقي من أعضاء الفرقة التي أنشئت في أواخر الستينات، ومارك مونيتور على الايقاع، وجون اوهارا على الكيبورد، ومارتن غوديير على الغيتار باص.
وتفاعل الجمهور مع أبرز الاغاني التي قدمتها الفرقة والمأخوذة من البوم "اكوالانف" عام 1971 الذي احتوى على مضمون ديني، وهو يحدد علاقة الخالق بالانسان.
"جيثرو تول" اسم الفرقة البريطانية لموسيقى الروك التي أنشأها اندرسون عام 1968 تيمنا باسم المزارع البريطاني الشهير جيثرو تول الذي عاش في بدايات القرن الثامن عشر (1674 – 1741) والذي اخترع آلة لبذر الحب في الحقول وطبق القوانين العلمية على الزراعة وكانت له نظريات واختراعات متطورة في هذا المجال.
وتعتمد الفرقة موسيقى هي مزيج من الروك الكلاسيكي وموسيقى السلتيك والبلوز.
بدأ اندرسون كمغن وعازف غيتار وفلوت ومعه مايك ابراهامز عازف الغيتار الالكتريك، وغلين كوميك، غيتار باص، وكليف بونكر، ايقاع (باتري)، واصدروا اول اسطوانة كبيرة (45 دورة) سميت "اصبع جيثرو" (جيثرو تو). وعام 1968 اطلقوا اسطوانة "هذا كان" (ذيس واز) ثم "قف" (ستاند أب) 1969 وهي علامة الى نوعية الموسيقى اذ تخلى اندرسون عن البلوز متجهاً نحو "البروغريسيف روك" الذي كان قد سبقه اليه "ليد زابلن" وفريق "ييس" وفريق "الايغيلز".
عام 1970 قدم الفريق اجمل حفلاته الموسيقية امام 600 الف متفرج، واصدر "اكوالانغ" وهي اسطوانة خليط من الروك "الثقيل" (هافي ميتيل)، واشتهرت هذه الاسطوانة باغنيتين "اكوالانغ" ونفس القطار" (لوكوموتيف بريث). وفي 1972 اصدر الاسطوانة المميزة "سميك كالحجر" thick as a brick التي حوت اغنية واحدة، ثم "العيش في الماضي" (ليفينغ ان ذي باست) جامعاً فيها اسطوانتين وعام 1973 اطلق الفريق اغنية "لعبة الشغف" (باشين بلاي)، الى الاسطوانة الشهيرة "طفل الحرب" (وور تشايلد) ونال شهرة كبيرة. وفي 1975 كانت اسطوانة minstrel in the gallery القريبة جداً من "اكوالانغ" من حيث اسلوبها، واتبعها باسطوانة "كبيرة على الروك اند رول، "شاب للموت" too old to Rock'n roll to young to die. بعدها دخل الفريق بما يعرف بنوع جديد من الموسيقى هو الروك الفولكلوري وخصوصاً مع اسطوانه "اغنيات من الغابة" songs from the wood و"احصنة ثقيلة" heavy horses و"رصد العاصفة" storm watch.
في الثمانينات، تخلى اندرسون عن الفولك روك ليدخل في الروك الالكتروني. وعام 1984 اشتهرت اسطوانة "ملفوف" under wraps ليعود بقوة في 1987 من خلال اسطوانة crest of a knave التي حصلت على شهرة واسعة وجائزة "غرامي" متفوقاً بها على فريق ميتاليكا. وعام 1988 اصدر مجموعة لاسطواناته بعد مرور 20 عاماً على تأسيس الفرقة. وفي 1992 اصدر الفريق اسطوانة جديدة "قليل من الموسيقى الخفيفة" little light music، الى اسطوانة "ابكي لك اغنية" to cry you a song مع الاعضاء السابقين والحاليين للفرقة ومع فنانين آخرين.
ولا يزال الفريق ناشطاً حتى اليوم ويحيي الكثير من الحفلات في العالم.

اطار
اشتهر المزارع جيثرو تول بتفضيله الحصان على الثور في الفلاحة وطورآلة للتخلص من العشب المضر. وكان يشدد على عدم استعمال الأسمدة لأن المزروعات تجد كمية الغذاء الكافية في الارض في شرط ان تكون التربة نظيفة وخالية من الجراثيم. وكان يفضل حراثة الارض على اضافة اسمدة الحيوانات لأنها تولد اعشاباً مضرة جداً. وعلى رغم كل الذين وقفوا ضده يعتبر تول من الذين سبقوا عصرهم ومن اوائل الذين نقلوا الزراعة الى عصرها الحديث.

رلى معوض