مؤتمر لحزب التحرير حول «الجهاد» وأحكامه: خلل قاتل لدى العديد من الجماعات

عقد حزب التحرير ـ ولاية لبنان، امس، مؤتمره السنوي الرابع، في فندق الميريديان ـ كومودور في بيروت، تحت عنوان «الجهاد في الإسلام: أحكام راقية, تاريخ مشرق، حاضر يرنو إليه».
بعد تلاوة من القرآن الكريم ألقى عضو المكتب الإعلامي المهندس صلاح الدين عضاضة كلمة أوضح فيها ان اختيار موضوع الجهاد محوراً للمؤتمر هو رد على التشويه الذي مارسه الغرب على مفهوم الجهاد في الإسلام من جهة, وتوضيح لأحكام الجهاد التي التبست على كثير من المسلمين بحيث انحصرت دلالته لديهم في أعمال المقاومة والمجموعات القتالية المسلحة.
ثم تحدث محمد إبراهيم عن «أحكام الجهاد ومكانته في الإسلام», فبــين معنى الجهاد في الشرع أنه «بذل الوسع في القتــال في سبــيل الله مباشرة أو معـاونة بمـال أو رأي أو تكــثير سواد أو غير ذلك». كما أوضح غاية الجهاد بأنها «جعل كــلمة الله هي العـليا, من خلال إظـهار دين الله على الدين كله», وأوضح أن الجهاد يجب أن تسبقه الدعوة إلى الإــسلام, إذ لا تجوز مقاتلة من لم يُدعَ إلى الإسلام ما لم يبادر إلى قتال المسلمين.
ثم القى رئيس المكتب الإعلامي للحزب في لبنان أحمد القصص كلمة تحت عنوان «الجهاد وأثره في انتشار الإسلام» لخص فيها تاريخ الجهاد من حيث هو طريقة لحمل الإسلام إلى العالم إلى جانب الدعوة, منذ العهد النبوي حتى أواخر الدولة الإسلامية. واستعرض شهادات من المستشرقين والمؤرخين الغربيين الذين أثبتوا تسامح المسلمين في معاملتهم شعوب البلاد المفتوحة, بحيث لم يعرف المجتمع الإسلامي ظاهرة الغالب والمغلوب. كما استعرض الحالات التي اتخذ فيها الجهاد وجهه الاستثنائي وهو حالة الدفاع عن الأراضي الإسلامية أو تحريرها, كما في الحروب الصليبية وغزوات المغول, وكما في أواخر عهد الخلافة العثمانية وصولا إلى يومنا هذا.
الكلمة الثالثة كانت للشيخ عدنان مزيان تحت عنوان «الجهاد وواقع الأمة الحالي», وبين فيها موجبات الجهاد في الواقع الحالي حيث احتلت العديد من بلاد المسلمين من فلسطين إلى العراق مروراً بقبرص والبلقان والقوقاز وأفغانستان وكشمير وغيرها, وأن الواجب على الأمة أن تقوم بتحقيق شروط الجهاد لتحرير هذه البلاد، وفي مقدمها الإعداد العسكري وإيجاد الحاكم المسلم الذي يــقودها ويسير جيوشها للقتال في سبيل الله.
ثم كانت الكلمة الأخيرة لنائب رئيس الهيئة الإداريه للحزب في لبنــان المهندس عثمان بخاش تحت عنوان «الجهــاد سيـاسة دولة وليس مشروع جماعة». فنّد فيها «الخلل القاتل الذي اعترى العديد من الجماعات الجهادية», من حيث إنها «ركنــت إلى أنظمة عميلة وخائنة وراهنت على دعمــها وإمدادها بالسلاح ودعمها المادي والأمني والســياسي, فإذا بهذه الأنظمة تتخذ من تلك الجماعات ورقة ضغط ومساومة ومفاوضة بيدها, ثم تطعــنها في ظهرها بعد استهلاكها واستنفاد أغراضــها منها, والأنكى هو أن تعمد بعــض الجمـاعات المـقاومة إلى تبـديل أهدافها، بأن تتحـول عن هدف تحرير الأرض كاملة من المحتل إلى هدف منـاقض, وهو التـعايش مع المحتل والقبول بأنصاف الحلول أو أرباعها أو فُتاتها.
حضر المؤتمر عدد من السياسين والإعلاميين والأكاديميين والمهتمين بالشأن العام والقضايا الإسلامية، فضلاً عن المئات من أعضاء الحزب وأنصاره.