المؤتمر الـ12 لـ«حـركـة أمـل» يعيـد انتخـاب بـري: استـمرار الطائفيـة لـن يـولّـد ســوى خيـبات الأمـل

عقدت حركة «أمل» مؤتمرها العام الثاني عشر في «مجمع باسل الأسد الثقافي» في مدينة صور، تحت عنوان «مؤتمر الشهادة والانتصار»، برئاسة رئيس الحركة رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وأعضاء هيئة الرئاسة في الحركة ورئيسي الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي، وقيادات الأقاليم والمناطق الحركية ومسؤولي الشعب الاغترابية الحركية في كافة دول الانتشار اللبناني، ومفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله وعدد من قضاة الشرع وعلماء الدين.
المؤتمر بدأ أعماله بتلاوة لآي من الذكر الحكيم تلاها عضو المكتب السياسي لحركة أمل فضيلة الشيخ حسن المصري، بعدها النشيدان الوطني اللبناني ونشيد حركة أمل.
ثم ترأس الرئيس بري أعمال المؤتمر، حيث ألقى كلمة استهلها بتوجيه التحية «لإمام الوطن والمقاومة قائد ومؤسس الحركة الإمام السيد موسى الصدر ولكافة شهداء أفواج المقاومة اللبنانية أمل وللجرحى ولأسر الشهداء والمعوقين ولكل المجاهدين والصامدين، الذين صنعوا للوطن وللأمة مجدها وانتصارها وعزتها وكرامتها.
وقال: أذكّر الجميع أن هذا اليوم من تموز يعيد إلينا ذاكرة اليوم السابع من الحرب الإسرائيلية على لبنان قبل ثلاث سنوات، الذي شهد ارتكاب إسرائيل للمزيد من المجازر، منها مجزرة عيترون، واستهدف المزيد من تدمير البنى التحتية، لا سيما الجسور والطرق التي تربط القرى اللبنانية في سلسلة جبال لبنان الشرقية مع سوريا.
وأضاف بري: في مثل هذا اليوم كان هاني علوية «أبو علي» يؤدي نوبة حراسة الجنوب على تلال مارون الراس، فقاتل مستشهداً ببسالة تليق بقيادي من حركة «أمل» إلى جانب إخوانه في المقاومة الإسلامية، وكما يجب أن نكون عندما يستدعينا الوطن لنكون أفواجاً مقاومة عن حدود الوطن إلى حدود المجتمع.
وتابع بري: أود أن أؤكد للبنانيين أن مؤتمرنا هذا سيكون محطة أساسية تنطلق منه حركة مطلبية وحركة تنظيمية.
أولاً: على المستوى السياسي من أجل الدفع إلى الأمام بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، لأن استمرار هذه الطائفية وتحكمها لن يؤكد عما أثبتت التجربة سوى المرارات وخيبات الأمل واللادولة، وصدقوني لا دولة ما دام هناك طائفية. وعلى نفس السوية حركة مطلبية من أجل تعزيز المشاركة.
أضاف: وإنني إذ أتحدث عن المشاركة فإنني لا أعني المشاركة الطائفية والمذهبية أو الفئوية أو الجهوية، بل أعني مشاركة اللبنانيين المقيمين كما المغتربين، أجيال الشباب كما الآباء والأمهات والنساء كما الرجال. مشاركة هؤلاء جميعاً في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع.
ثانياً: على المستوى الاجتماعي من أجل رفض تجاهل آلام الناس وحاجاتها، ورفض منطق إغلاق الملفات بفعل مرور الزمن، وأعني هنا ملف الليطاني وسد الهرمل، لأنه وحتى سبر أغوار الثروة النفطية على امتداد سواحلنا وفي أرضنا، فإن الليطاني والعاصي يشكلان ثروة لبنان وهو يستدعي الاستثمار على هذه الثروة.
وأضاف بري: أقول إن هذا الملف هو ملف وطني لا يخص جهة من الوطن ولا طائفة في الوطن، لأنه إذا كان لبنان يمثل أنموذج التعايش في القرية الكونية، فإن الجنوب كما البقاع بتنوعهما الطائفي بما يضمان من تاريخ وحاضر وثروة إنسانية هما أيضاً أنموذج لبنان في التعايش، وهما المساحة التي لم تنجر إلى الفتن، وأن الجنوب هو المساحة الوطنية الوحيدة التي عرفت أن مصدر الشرور والتهديدات والتحديات هو إسرائيل وفقط إسرائيل.
ثالثاً: على المستوى الاقتصادي فإننا سنعمل من أجل تحرير لبنان من الديون ومن خدمة الديون ومن أجل وضع وتنفيذ برامج للتنمية الشاملة والمتوازنة.
ودعا الرئيس بري كافة الحركيين على مختلف مواقعهم ومسؤولياتهم «إلى الإمساك بقضايا الناس ومطالبهم». وقال: إنني أدعوكم لأن تطرحوا على أنفسكم في مواقع الجهاد الأسئلة التي تستدعي تحرككم وفي طليعتها سؤال الدولة؟ أين الدولة؟ وكيف ننتقل من مشروع السلطة إلى مشروع الدولة؟ وكيف نصل إلى تحديد أدوار الدولة، وأن تطرحوا على أنفسكم سؤال العدالة وسؤال الدفاع عن الوطن، وسؤال التخطيط وسؤال الأمانة التي حمّلنا إياها شعبنا.
ثم ألقى رئيس الهيئة الشرعية في حركة أمل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان كلمة توجيهية، نوه فيها بدور حركة «أمل» «ورئيسها ومجاهديها في حماية وحدة لبنان وحماية الإنجازات الوطنية، مشدداً على وجوب التنبه الدائم للمخاطر والأطماع الإسرائيلية التي وحدها تهدد وحدة لبنان واللبنانيين».
ثم تلا رئيس المكتب السياسي جميل حايك التقرير السياسي، كما تلا رئيس الهيئة التنفيذية للحركة محمد نصر الله تقارير المكاتب التنفيذية في الحركة.
وتحول المؤتمر العام للحركة إلى هيئة ناخبة أعادت انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً للحركة لولاية مدتها ثلاث سنوات، كما أعيد انتخاب أعضاء هيئة الرئاسة في الحركة.
وينهي المؤتمر أعماله اليوم، حيث تصدر عنه القرارات التنظيمية والبيان السياسي.