شق اجتماعي لافت في زيارة أوغلو مقاربة تركية جديدة حيال لبنان

تندرج زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو للبنان في إطار إعتماد اسلوب جديد في التأثير على المكّونات الداخلية للمجتمع اللبناني وليس فقط على مستوى التعاطي الرسمي الذي هو قائم وبطرح مقاربة جديدة لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط. واللافت بالنسبة الى المسؤولين هو استعجال المسؤول التركي المجيء الى بيروت في النصف الثاني من الاسبوع الماضي بحيث بدأت الاتصالات لترتيب الزيارة واعداد برنامج اللقاءات قبل 48 ساعة من حصولها، في وقت تشهد فيه البلاد حركة اتصالات واسعة لتشكيل الحكومة الاولى بعد الانتخابات النيابية التي جرت في السابع من حزيران الماضي. وأفاد مصدر واسع الاطلاع ان الهدف الاول للزيارة كان توجيه رسالة دعم قوية الى الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تربطه بتركيا علاقات قوية وقديمة وللتعبير عن وقوف انقره الى جانبه ‏نظرا الى دورها الفاعل والمؤثر سواء مع سوريا او مع ايران ومع الولايات المتحدة ومع اسرائيل اضافة الى دول ومؤسسات اخرى . ولعل الدافع الجوهري للزيارة ايضا هو حرص القيادة التركية لاسيما رئيس الجمهورية عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على توجيه رسالة قوية هي ان تركيا تعتبر استقرار لبنان هو استقرار لمنطقة الشرق الاوسط. وتجدر الاشارة الى ان غول زار لبنان اكثر من مرة عندما كان وزيرا للخارجية وجال في اكثر من منطقة وتربطه حتى الان علاقات صداقة بعدد من الشخصيات من بينها وزير الخارجية الاسبق جان عبيد الذي زاره في دارته في بلدة تربل الشمالية. كما زار الوسط التجاري في بيروت واعجب به وتناول الطعام في احد مطاعمه من دون رسميين وذلك خلال احدى الزيارات التي قام بها للبنان.
كما ان اوغلو، زار بيروت13 مرة قبل ان يتسلم مهماته كوزير للخارجية في مهمات بعيدة عن الاضواء اثناء حرب اسرائيل على لبنان في تموز 2006 وخلال حوادث السابع من ايار في أجزاء من بيروت والجبل. كما زار دمشق 34 مرة حيث ان عددا من المهمات كانت متصلة بالقضايا اللبنانية وتعقيداتها.
والملاحظ ان اوغلو لم يكتف بلقاء الرؤساء الثلاثة والرئيس المكلف تشكيل الحكومة ووزير الخارجية والمغتربين، فعقد لقاءات مع نواب و لبنانيين من مختلف شرائح المجتمع إنطلاقا من سياسة التوازن في التعامل بين المناطق ، إذ زار في الشمال طرابلس وعكار وتفقد المراكز التي تمولها بلاده المنجز منها وغير المنجز. كما جمعته مادبة عشاء تكريمية، اقامتها له لجنة الصداقة اللبنانية – التركية في طرابلس بالنائبين سمير الجسر وبدر ونوس وشخصيات دينية وامنية وفاعليات شمالية. وروى الجسر لاوغلو ان جده كان من بين عدد من اللبنانيين الذين عملوا مع السلطنة العثمانية التي كانت تحكم لبنان. ثم انتقل الى الجنوب فزار صيدا وكان في استقباله الرئيس فؤاد السنيوره ووزير المال محمد شطح والوزير خالد قباني حيث تفقد موقع إنشاء المركز الطبي المتخصص بالحروق المقدم هبة من الشعب والحكومة التركيين. ولبى دعوة وزيرة التربية بهية الحريري الى مأدبة غداء تكريمية في منزلها في مجدليون حضرها الى السنيوره وشطح وقباني، النواب عبد اللطيف الزين وعلي عسيران ونهاد المشنوق.
وشدّد في اللقاءات على ان الغرض من تكثيف اللقاءات مع مكونات المجتمع اللبناني يعود الى عامل الجيرة والى توثيق عرى الصداقة معه نظرا اولا الى تحسس الشعب التركي مع كل تطور سياسي رئيسي في لبنان وثانياً لصلة القرابة مع بعض العائلات ثالثا تقدير الطاقات اللبنانية في مختلف المجالات من تجارية واختصاص ورجال اعمال منتشرين من بيروت الى رقعة كبيرة من مساحة الانتشار. تسنى لأوغلو التعرف اليها اكثر فاكثر خلال تنقله في السيارة واحتكاكه بالكثير من اللبنانيين على مختلف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية. واكد ان تركيا لا تريد اعادة السيطرة على لبنان بل فقط تنمية الصلات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية على قاعدة الحياد وان انقره ليست في لبنان مع السني ضد الشيعي والعكس صحيح.