تطبيع العلاقات العربية مع اسرائيل قبل وقف الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة او بعده؟ الفرضيتان معقدتان، وقد فشل المبعوث الاميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط السناتور جورج ميتشل حتى الآن في التوصل الى تحقيق اي منهما وبالتالي فهما يهددان جديا بنسف رؤية الرئيس باراك اوباما للسلام في الشرق الاوسط او على الاقل يضعانها على المحك.
وافادت مصادر ديبلوماسية في بيروت ان واشنطن لم تستسلم بعد، ويسعى ميتشل بكل ما اوتي من حنكة، لاحداث خرق ما بعد تصلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتشدد في موقفه من الاستمرار في عملية الاستيطان ويقاوم الضغط الذي يمارسه الرئيس اوباما عليه لوقفها كليا، رافضا التشاطر الاسرائيلي بما يسميه تارة النمو الطبيعي للاستيطان وطورا بالمضي في المباني التي هي قيد الانجاز. وافادت تقارير ديبلوماسية وردت الى بيروت ان نتنياهو حاول التملص من الضغط الهائل الذي يواجهه من الرئيس الاميركي، ففتح ما يسمى بالنافذة في التفاوض الذي جرى بينه وبين ميتشل الثلثاء الماضي اول من امس بالقبول بتجميد البناء في المستوطنات ثلاثة اشهر باستثناء المشاريع التي هي قيد الانشاء، بشرط التطبيع مع 7 دول عربية والا فان الاستيطان مستمر. وأشارت الى ان لبنان ابلغ الولايات المتحدة الاميركية رسميا انه ضد الاستيطان وليس ضد توطين اللاجئين في الدول التي تستضيفهم فحسب، كما انه ضد التطبيع مع اسرائيل، علما ان اوباما كان طلب في رسائل وجهها الى قادة دول السعودية ومصر والاردن والبحرين والامارات العربية والمغرب اتخاذ اجراءات لارساء الثقة حيال اسرائيل من اجل تجميد الاستيطان.
وكشفت لـ"النهار" ان المطلوب من تلك الدول اعادة الممثليات التجارية او اي شكل من التعاون الديبلوماسي الذي كان قائما قبل الحرب الاخيرة على غزة، والسماح بتحليق الطيران الاسرائيلي التجاري في اجواء تلك الدول، والتخفيف من القيود المفروضة على البضائع الاسرائيلية بموجب نظام المقاطعة، وادلاء مسؤولين عرب باحاديث صحافية لوسائل اعلام اسرائيلية وبالعكس. كما ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يحض على توحيد القوات الامنية الفلسطينية ويحرض السلطة الفلسطينية على الاقتتال من جديد مع حركة "حماس" لتوحيد هذه القوات، ويشدد على اهمية المساعدات الاقتصادية لمن يحاصرهم في غزة وفي اي منطقة اخرى. واوضحت ان الاجوبة العربية على رسائل اوباما اكدت ان هذه الدول ومن بينها السعودية غير مستعدة للتطبيع مع اسرائيل وان لا تطبيع قبل انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي العربية المحتلة في كل من لبنان وسوريا وفلسطين وحل القضايا الكبرى كقضية اللاجئين وتقاسم مصادر المياه وتكريس القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية التي يجب ان يكون لها كيان مستقل وقابلة للحياة، لان كل ذلك يؤدي الى سلام عادل ودائم وشامل. اما الآلية التي يجب اتباعها لبلوغ التطبيع فهي تطبيق "مبادرة السلام العربية" التي اقرت في قمة بيروت العربية عام 2002 كاملة من دون اي اجتزاء.
ولفتت الى ان ميتشل تبلغ خلال جولته الحالية على الدول العربية التي زارها حتى الآن رفض قادتها مجرد البحث حتى في التطبيع العربي الجزئي مع اسرائيل، وكذلك فعل الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لدى استقباله الاخير للمبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط.
واكدت المعلومات ان المسؤولين العرب ابلغوا ميتشل ايضا ان اسرائيل لا تسعى الى السلام العادل والشامل الا على طريقتها التي لا يمكن اي دولة عربية السير بها. وسألت مصادر مسؤولة ماذا سيكون مصير رؤية اوباما للسلام التي ابلغت واشنطن انها ستعلن في خطة متكاملة خلال شهر رمضان وعلى ابعد حد في اواخره؟ هل ستنجح اسرائيل في تدميرها وتاليا بتوجيه ضربة قوية الى اوباما في مستهل عهده؟ وهل سيتخذ اجراءات ضاغطة على اسرائيل في بعض التقديمات على اختلافها لثنيها عن تصلبها وتليين موقفها من اجل وضع قاعدة للتفاوض مع كل من لبنان وسوريا وفلسطين تنبثق منها اجندة قابلة للتفاوض حول بنودها في شكل تزامني على المسارات الثلاثة؟
Mon | Tue | Wed | Thu | Fri | Sat | Sun |
---|---|---|---|---|---|---|
31 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 1 | 2 | 3 | 4 |