دعا الحريري الى التفكير الجدي بتوسيع المطار الحوت: نتوقع تجاوز المئة مليون دولار أرباحاً في 2009

الفونس ديب

توقع رئيس مجلس ادارة طيران شرق الاوسط محمد الحوت ان تحقق الشركة ارباحا تصل الى مئة مليون دولار في العام 2009، وان يصل عدد الركاب في مطار رفيق الحريري الدولي الى 5 ملايين راكب في العام نفسه، داعيا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري البدء بالتفكير بتوسعة المطار لمواجهة متطلبات المستقبل التي باتت داهمة.
واعلن الحوت ان الميدل ايست وبحسب تقرير صادر عن "عالم النقل الجوي" صنفت من بين اهم 25 شركة خطوط جوية في العالم. وذلك بناء على نتائج 2008.
وإذ قال "نتيجة النمو بالحركة استخدمنا الطائرات الجديدة لزيادة عدد الرحلات بشكل كبير، لتلبية حاجات سوق السفر"، واشار الى ان الشركة تعمل بقوة لفتح خط بغداد الذي كان من المفترض ان يتم افتتاحه حاليا، لكن تبين لنا ان الوضع في العراق يتطلب وقتا اضافيا من شهر الى شهرين.
وقال الحوت في حديث مفصل لـ"المستقبل" عن النقل الجوي في لبنان وشركة الميدل ايست "منذ انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعودة الاستقرار الامني والسياسي الى لبنان، حققت الحركة في مطار رفيق الحريري الدولي زيادة بنسبة 27 في المئة، اي بزيادة مليون مسافر. هذه الزيادة بالنسبة والرقم ليس بالامر السهل، لاسيما انه تم تحقيقها من اول تموز 2008 حتى نهاية حزيران 2009 مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق".
واضاف "حقق المطار في العام 2008 نحو 4 ملايين راكب، وإذا اكملنا العام الجاري بنفس نسبة النمو يتوقع ان يصل عدد الركاب الذين استخدموا المطار في العام 2009 الى نحو 5 ملايين راكب. وهذا رقم قياسي، وكذلك هناك نسبة نمو قياسي اذا استمر بنفس الوتيرة في سنتين متتاليتين".
ورأى الحوت: "هذا يثبت ان لبنان لديه امكانيات هائلة وبامكانه الاستفادة من اي استقرار امني وسياسي ومن عمليات السياحة والمؤتمرات وحركة السفر وغيرها، لذلك نقول انه من المؤسف اضاعة الفرص على لبنان واقتصاده".
اما عن حركة الوافدين قبل الانتخابات النيابية، فاوضح الحوت انه "تم التداول بارقام راوحت بين 100 و120 الف شخص دخلوا الى لبنان، لكن هذه الارقام عليها علامات استفهام كبيرة ولا اعرف من اين مصدرها ومن اين اتت، لانه اي تحليل لحركة المطار تبين انه دخل الى لبنان لهذه الغاية بين 30 و35 الف شخص فقط، لا اكثر او اقل".
وقال "من الممكن ان البعض حاول زيادة عدد المغتربين الذين اتوا الى لبنان من اجل المشاركة بالانتخابات، حتى يقول انهم غيروا النتيجة، الا ان احصاءات المطار والارقام المتوفرة بين يدي تبين ان الرقم المتداول غير واقعي، والحقيقة هي بين 30 و35 الف شخص".
بالنسبة لاسطول الميدل ايست، اوضح الحوت ان الشركة تسلمت العام الجاري 6 طائرات جديدة، منها 3 طائرات من طراز ايرباص 330 و3 من طراز 320 ، كما اعدنا 3 طائرات مستأجرة، وبذلك يكون الاسطول لدينا مؤلفا من 13 طائرة.
وأشار الى انه نتيجة النمو بالحركة استخدمت هذه الطائرات لزيادة عدد الرحلات بشكل كبير، لتلبية الحاجات، مشيرا الى وجود عرض كبير في مطار رفيق الحريري الدولي من قبل الميدل ايست وغيرها من الشركات الاجنبية خلال موسم الصيف، كما ان هناك سعة معروضة اكثر من الحاجة الحقيقية لنمو حركة الركاب في المطار.
ولفت الى ان الميدل ايست حققت نموا ملحوظا في عدد الركاب في النصف الاول من العام الجاري بلغ 22 في المئة، "وهذه النسبة اقل من باقي الشركات"، وقال "المطار حقق في ستة اشهر 2،1 مليوني مسافر في حين ارتفع العدد بالنسبة للميدل ايست من 520 الف مسافر الى 635 الفا".
وبالنسبة للارباح توقع الحوت ان تزيد ارباح الشركة في العام 2009 وترتفع فوق 100 مليون دولار، "اذا استمرت الاوضاع السياسية والامنية بالتحسن. بالرغم من المنافسة الكبيرة والهبوط في اسعار تذاكر السفر".
وعن تأثر اسعار الطائرات بالازمة المالية العالمية وانعكاس ذلك على العقد الموقع مع شركة ايرباص والذي تم قبل الازمة، قال الحوت "الطائرة يتم شراؤها لاستعمالها لفترة تمتد بين 10 و15 عاما، وهذا مثل الذهب الموجود في مصرف لبنان فان قيمته ترتفع وتنخفض على الورق مع اسعار الذهب، لكن فعليا هو يبقى موجودا ومستخدما كاحتياط فلا يتم بيعه او شراؤه".
واوضح ان "كل تقارير التخمين التي وردت الينا، تبين ان اسعار الطائرات بدفاترنا اقل بنسبة لا يستهان بها من قيمتها السوقية، خصوصا ان عقدنا مع ايرباص تم خلال ازمة كانت تعصف بسوق الطائرات".
واوضح ان الصفقة تضمنت شراء 10 طائرات، وقد تسلمنا منها 7 طائرات، والسنة المقبلة سنتسلم طائرتين، وفي العام 2011 سنتسلم الطائرة الاخيرة.
وعما اذا كانت هناك نية لتوسيع اسطول الميدل ايست بشكل اكبر، اوضح الحوت ان الامر يتعلق بتطورات السوق، فاذا رأينا ان الامور تستدعي ذلك سنقوم بشراء طائرات اضافية، لاسيما ان العقد الحالي يضمن شراء طائرات اضافية، لكن الى الآن ليس هناك اي حاجة.
واشار الى ان الخطط التي كانت قد وضعتها الميدل ايست ارتكزت على توقع استقرار اوضاع البلاد، مشيرا الى ان الشركة تعمل بقوة لفتح خط بغداد الذي كان من المفترض ان يتم افتتاحه حاليا، "لكن تبين لنا ان هذا الامر يتطلب وقتا اضافيا من شهر الى شهرين، لاسيما ان العمل في بغداد ليس بالامر السهل".
واكد الحوت ان "خط بغداد سيعطي قيمة مضافة ليس فقط لخطوط الميدل ايست انما ايضا للاقتصاد اللبناني، وخصوصا انه يتيح سهولة الانتقال من العراق الى لبنان، بعدما اتخذت السلطات اللبنانية اجراءات تتيح لرجال الاعمال العراقيين الحصول على تأشيرات دخول الى لبنان في المطار، ما ادى الى تدفق اعداد كبيرة من العراقيين، كما انه مع تشغيل خط الميدل ايست فان الامر سيزداد بالطبع، خصوصا اننا سنبدأ باربع رحلات في الاسبوع وبعد فترة 6 اشهر سنرفع عدد الرحلات الى رحلة يوميا".
واعلن الحوت ان الميدل ايست وبحسب تقرير صادر عن "عالم النقل الجوي" صنفت من بين اهم 25 شركة خطوط جوية في العالم.وذلك بناء على نتائج 2008.
وقال "عندما تم تصنيف الشركة كان لديها 10 طائرات، وفي المقابل فان لدى اهم 25 شركة في العالم مئات الطائرات، وان اقل واحدة لديها نحو 140 طائرة"، وإذ تساءل "كيف يمكن لشركة بحجم الميدل ايست ان تدخل في هذه المجموعة لاول مرة منذ انشائها؟، أجاب "لأن الازمة المالية العالمية اطاحت ارباح شركات الطيران في العالم، ولان لبنان ذهب بالاتجاه المعاكس للازمة نتيجة الاجراءات التي اتخذها البنك المركزي وحاكمه رياض سلامة، والنموذج الذي اعتمد في تحصين الوضع النقدي والمصرفي والاستقرار الامني والسياسي الذي حققه انتخاب الرئيس ميشال سليمان، وكذلك التوجه الايجابي الذي اعطاه تكليف الرئيس سعد الحريري بتأليف الحكومة، فضلا عن اجراء الانتخابات النيابية بجو ديموقراطي وقبول الجميع بنتائجها، كل هذا جعل لبنان يذهب بعكس الازمة المالية العالمية لناحية النمو".
واضاف "وبالنسبة للميدل ايست كشركة لديها 10 طائرات، لم اكن اتوقع يوما، لاسيما خلال ولايتي، ان تدخل الشركة بين اهم 25 خطوط جوية في العالم، فنحن اليوم دخلنا وصنفنا في الرقم 18 لناحية الارباح الصافية وفي المرتبة 23 بالنسبة للارباح التشغيلية، وطبعا بالنسبة لحجم الطائرات وعدد الركاب لا يمكننا دخول المنافسة".
وبالنسبة لخصخصة الميدل ايست، قال الحوت "هذا الموضوع تحدث عنه حاكم مصرف لبنان، الذي اكد الالتزام بمقرارات باريس 3 ، مشيرا الى انه سيتم طرح 25 في المئة من اسهم الشركة في مرحلة اولى في البورصة، كي تذهب الى شريحة كبيرة من الناس وباسعار مقبولة"، لافتا الى ان العملية ستكون بشكل متدرج خلال سنوات عدة، لاسيما ان المستشارين الماليين لدينا نصحوا بالتريث وتأجيل هذه الخطوة لان اوضاع الاسواق غير مناسبة، في وقت تزيد الشركة من قيمتها ارباحها".
واضاف الحوت "ان منشآت بهذا الحجم اذا وضعت بيد القطاع الخاص تعطي انتاجية كبيرة، ولكن قبل ان تذهب الشركة للقطاع الخاص هناك مسؤولية تقع على عاتق المساهم الجديد، بالاستمرار بتحقيق الاصلاحات، كما فعل مصرف لبنان، مشيرا الى عدم وجود اصلاحات اساسية في الشركة، "وهي مرتبطة في بعض القضايا غير الاساسية، والتي تتعلق باليوميات".
وبالنسبة للاجواء المفتوحة، قال الحوت "نتيجتها جيدة على لبنان لاسيما ان تطبيقها اقترن بقرار حكومي يعطي الدعم للشركة لزيادة قدراتها التنافسية، من هنا نقول ان قدراتنا التنافسية اليوم تعززت بشكل كبير، ورغم اننا نعمل الآن في اطار منافسة شديدة فاننا نحقق ارباحا ونعطي للمستهلك امكانية الاستفادة من اسعار اقل وخدمة افضل".
وشدد على ضرورة تنفيذ ما اتفق عليه مع رئيس المنظمة العالمية للطيران المدني آنذك، وهو ضرورة وضع ضوابط للاجواء المفتوحة، لجهة المعاملة بالمثل بالنسبة لعدد الرحلات التي تقوم شركة ما الى مطار رفيق الحريري، بحيث يسمح للميدل ايست القيام بالعدد المماثل للدولة التي تنتمي اليها هذه الشركة، ووضع ضوابط للشركات المدعومة من قبل حكومتها والتي تحقق خسائر متتالية، والتي يأتي عدد لا يستهان به اليوم الى مطار بيروت وتغرق السوق وهي تشكل منافسة غير مشروعة للشركة الوطنية، وكذلك وضع ضوابط للحرية الخامسة والتي تستفيد من الاجواء المفتوحة على حسابنا، من هنا نقول اننا مع الاجواء المفتوحة لكن مع وضع ضوابط تؤمن المنافسة العادلة والشريفة"، مشيرا في هذا الاطار الى خطوات مهمة قام بها في هذا الاطار وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، من خلال بعض التطبيقات العملية لبعض هذه الاجراءات والتي تتطلب في المستقبل ان تثبت في نصوص واضحة.
وحول الحصرية المعطاة للميدل ايست حتى العام 2012 ، اوضح الحوت "بعد العام 2012 الحكومة اللبنانية لديها حق تقرير ابقاء الحصرية او الغائها، فاذا ارادت اعطاء تراخيص لشركات طيران اخرى فبامكانها ذلك"، واعتبر ان القيام بمثل هذه الخطوة تشكل "مغامرة"، لان تشغيل شركة طيران تتطلب تكاليف باهظة لا يمكن لأي شركة حديثة العهد تحملها بعدد قليل من الطائرات في سوق مثل لبنان".
وعن المطالب التي يرفعها للحكومة العتيدة لدعم الميدل ايست، تمنى الحوت للرئيس المكلف التوفيق بمهامه، مشيدا بمناقبيته والطاقة والتصميم التي يمتلكها، وقال "ليس لدينا مطالب خاصة، لكن ادعوه للبدء بالتفكير في توسعة مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما ان هناك بعض القضايا الملحة المتعلقة بالشحن لا يمكن تركها، بسبب وضعه المزري، ويجب التحرك سريعا لتنفيذها لاسيما بعض التطويرات في المباني الحالية".
واشار الى المطار يتحمل في ايام الذروة اكثر من طاقته الاستيعابية بكثير، "لذلك فان توسعة المطار يجب ان يبدأ منذ الآن، لانه لا يمكن القيام بذلك عندما نصبح تحت وطأة الضغط، انما يجب التحضير لمواجهة المستقبل، وهذا ما قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما اتخذ القرار بتوسعة وتطوير مطار بيروت".
ونوه الحوت بالجهد الذي قام رئيس السنيورة ودعمه لاعادة اطلاق مركز تدريب الطيران في المطار، منوها كذلك في هذا الاطار بالعمل الدؤوب الذي قام به الوزير العريضي في هذا الاطار، ومعتبرا ان اعادة احياء هذا المركز يعيد لبيروت ولبنان دورهما الاقليمي والعالمي في مجال الطيران، لاسيما انه سيستقبل طلابا من جميع انحاء العالم.
واشار الحوت الى انه سيتم اطلاق مناقصة تلزيم المركز في تشرين الاول المقبل، لافتا الى ان الموازنة المقدرة للمشروع تبلغ نحو 50 مليون دولار والتي تتضمن المبنى مع التجهيزات.