.. ولم يخبرنا «خاص الجديد» من المسؤول عن «خطأ» السفارة اللبنانية

انتظرنا كمشاهدين فقرة «خاص الجديد» في نشرة أمس الأول، لنفهم كيف ولماذا استمر موقع السفارة اللبنانية في واشنطن طوال عشر سنوات بعرض خريطة لبنان الجغرافية والتعريف عنه بأنه بلد تحده من الجنوب.. اسرائيل. فقد اعتبر الزميل مالك الشريف في تقريره ضمن «خاص الجديد» ان السفارة ارتكبت «خطأ» يعود إلى نحو عشر سنوات، هي عمر موقع السفارة اللبنانية العتيدة على الانترنت. فخلال عشر سنوات لم تلحظ عين سفير أو موظف، أو محدّث بيانات الموقع على الأقل، أن في الجملة اعترافاً بإسرائيل من قِبل بلد يرفض التطبيع معها، بالضبط كما لم يتساءل أي منهم عن أسباب غياب فلسطين عن الخارطة.
استضاف الشريف في تقريره للسؤال عن «خطأ» الموقع السفير اللبناني السابق في واشنطن عبد الله بو حبيب، الذي برر الموقف بالقول إن «ذكر فلسطين أو فلسطين المحتلة في واشنطن سيشكل أزمة للسفارة، وهو أمر (أي تسمية فلسطين) يصعب تفسيره في واشنطن»، مفضلاً الاستغناء كلياً عن تحديد الموقع الجغرافي للبنان على ذكر فلسطين، حرة أو محتلة!. هنا لم يتدخل الشريف ليسأل كيف يعتبر ذكر فلسطين إحراجاً وأزمة وليس إصراراً على عدم التنازل عن حق لبنان الرسمي بدعم فلسطين وحق فلسطين بالوجود. بالطبع لم يكن مطلوباً من التقرير أبداً أن يقع بخطأ تخوين السفارة أو العاملين فيها، لكن ذلك لا ينفي حق أي مواطن بالمطالبة بأسئلة لا تكتفي بصيغة دبلوماسية مبهمة بالإجابة. في الإطار نفسه، غاب عدد من الأسئلة عن «خاص الجديد»، الذي انتهى بشكل مفاجئ، فلم نعرف مثلاً على من تقع المسؤولية في الاعتراف بإسرائيل كدولة مجاورة علناً في موقع الكتروني تابع للدولة اللبنانية ويفترض أنه تحت إشرافها، ولم يُسأل السفير السابق عن تعريفه لفلسطين، أو عن تنازل الموقع وما يمثله، من دون مقابل، عن حقها بالوجود كدولة تقاوم الاحتلال وحق لبنان أن يرفض، حتى إشعار آخر، الاعتراف بإسرائيل كدولة جارة تشبه أي دولة حدودية أخرى.
خاص الجديد، على غير عادة، كان تقريراً منقوص العناصر وغير مكتمل، إذ ختمه الشريف بتكرار فكرة أن السفارة انتبهت بعد مرور عشر سنوات إلى خطئها، وترك سؤالاً معلقاً حول كيفية التصحيح.
علماً ان موقع السفارة عاد ورجع عن خطيئته، واستُبدلت إسرائيل الأمر الواقع بفلسطين صاحبة الحق في التاريخ والجغرافيا، لكن المشكلة أن المشاهد، كما في كثير من الأحيان، لم يعرف خبايا خطأ فادح لم تصححه الدولة اللبنانية طوال عشر سنوات.