رالف، كريم، وكارين. ثلاثة تلامذة من مدرسة «غراند ليسيه». يرتدون قميصا أبيض وبنطلون جينز. يقفون بكل ثقة. يتحدثون، يجيبون عن الأسئلة ويشاركون الجميع أحاديثهم.
وللقميص هنا قصة وأهمية، ليستقطب عدسات الكاميرات واهتمام الصحافيين الحاضرين. قميص ابيض تكمن أهميته في أنه يحمل شعار التضامن مع المريض في محاربة السرطان، وقد أضاف إليه أطفال الصف الأول المتوسط في «الليسيه الكبيرة» صورة «الملاك»، تيمنا بلقب «الملائكة المحاربين» الذي أطلقته مجموعة «طفولة» على أطفال السرطان. كذلك، هناك قميص آخر يحمل مربع لكلمة متقاطعة «ضد السرطان».
ففي إطار مشاريع «طوابق الأحلام» الذي أطلقتها «طفولة» للأطفال المصابين بمرض السرطان، كان الموعد أمس، مع افتتاح غرفة الأحلام في مستشفى «أوتيل ديو». الغرفة ليست الوحيدة في المكان، بل هناك طابق بأكمله تؤمن غرفه مناخاً للأطفال المرضى بالسرطان، من أجل تخطّي العقبات العديدة التي تواجههم في عيش أحلامهم الخاصة. الطابق الذي حولته «طفولة» إلى «غرف الأحلام»، صمّم بشكل حيّ يكسر مفهوم الغرفة الصامتة ليحولها إلى عالم للاكتشاف. فيشعر الطفل بأنه في مكان حميم، لا يعيقه شيء عن الاختلاط مع غيره، واللهو كأي طفل من أترابه.
أطفال الـ«غراند ليسيه» أحبوا من خلال مبادرة خجولة أن يساهموا في إنشاء تلك الغرف، فقامت مجموعة تتألف من 10 تلامذة في الصف الأول المتوسط، بجمع مليون وسبعمئة ألف ليرة لبنانية، يعود ريعه إلى تجهيز إحدى غرف الأحلام في المستشفى.
تشير مسؤولة مشروع التلامذة الأستاذة في المدرسة ميشال مالك أن المشروع يأتي ضمن منهجية المدرسة، حيث يتوزع الطلاب على عدة مجموعات ويعملون على مشروع معيّن. واختارت تلك المجموعة «مساعدة الأطفال المصابين بمرض السرطان». وتلفت مالك أن التلامذة نظموا «كرمس» في الثامن عشر والتاسع عشر من كانون الأول الماضي، باعوا خلاله مئتي قميص في حرم المدرسة بغرض جمع المال. وتضيف أن التلامذة هم الذين اختاروا الشعار المرسوم على القميص، وهم من تابعوا موضوع تجهيز القمصان التي تم بيعها.
وكانت الفكرة الأساسية قد انطلقت مع الطالبين اللذين تخرجا من المدرسة نفسها في العام الماضي سارة عون ونائل حلواني. عمل الطالبان على إحياء وتفعيل جمعية «ami solidaire" في المدرسة، ونظموا من خلالها حفلا كبيرا في مجمع «البيال»، استطاعوا ان يجمعوا بواسطته مبلغ اثني عشر ألف دولار أميركي. وقام الطالبان اللذان ترأسا الجمعية بتقديم المبلغ إلى «طفولة» لاستعماله ضمن مشاريع «غرف الأحلام»، حيث أمّنت الأخيرة غرفة جديدة للأطفال.
اليوم، تنتظر هذه الغرفة أن تفتح أبوابها للأطفال المرضى الذين يبحثون عن وسيلة ترفيه تنسيهم الألم الناتج عن غرز إبرة المصل في عروق أياديهم.
في السياق نفسه، يتطوع عدد من المهندسين، من بينهم المصممة المشهورة ندى دبس التي تصمم حالياً الغرفة التي موّلها التلامذة، لتجهيز «غرف الاحلام». فتنضم دبس إلى فنانين آخرين ساهموا في الغرف، هم: برنار خوري، نديم كرم، سيمون كوسرمالي، كارين شيكردغيان، وباسكال طرابي، كريم شايا، ورائد أبي اللّمع، مجموعة «إرغا»،جان لوي مانغي، غادسيريلليا.
وتضم غرفة اللعب مكتبة وشاشات عرض «أل سي دي» و«بي أس 2« وشبكة تواصل. وستحمل الغرفة اسم «ميا باز»، وهي طفلة فارقت الحياة في الخامسة عشر من عمرها، بعد إصابتها بمرض السرطان.
يذكر أن «طفولة» تتكون من مجموعة من الشباب، الذين كرسوا جهودهم للمساعدة على تحسين نوعيّة حياة الأولاد الصغار الذين يعانون من السرطان وأمراض الدم، من خلال تقديم المساعدة الماليّة، وخلق بيئة مناسبة للعلاج، نشرالتوعية ودعم كافة المنظّمات والأفراد الآخرين الذين يشاركون الجمعية هدفها.
وكانت رحلة الجمعية قد بدأت بعد زيارة احد متطوعيها لمريض بالسرطان في إحدى المستشفيات، فلاحظ أن المريض وشركاؤه في المرض يفتقدون لجناح خاص يلعبون ويلهون فيه، ويفتقدون لبيئة تناسب عمرهم في حربهم ضد السرطان.
فولدت الجمعية، دعماً للطفولة.
Mon | Tue | Wed | Thu | Fri | Sat | Sun |
---|---|---|---|---|---|---|
31 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 1 | 2 | 3 | 4 |